قد تخطط للخضوع لعملية الليزك في أثناء إجازتك الصيفية للتخلص من النظارات الطبية التي تعيقك عن ممارسة حياتك طبيعيًا، ولكن تصيبك خيبة الأمل عندما يخبرك الطبيب بعدم مناسبة عملية الليزك لتصحيح الإبصار في حالتك بسبب ضعف سُمك القرنية.
ترى ما هي أسباب ضعف سمك القرنية وأعراضه؟ وما التدخل الطبي المناسب لتصحيح الإبصار في مثل هذه الحالات؟
نجيب عن هذه التساؤلات وأكثر من خلال السطور التالية، لذا ننصحكم بمتابعة القراءة.
نبذة عن ضعف سُمك القرنية
القرنية عبارة عن طبقة مقوسة وشفافة تقع في مقدمة العين، وتقوم بدورها في حماية العين من الأجسام الغريبة، وينكسر الضوء خلالها ليتركز على الشبكية وتتحقق الرؤية بوضوح.
يبلغ معدل سُمك القرنية الطبيعي نحو 540 ميكرون، ولكن في حالات نادرة تتعرض القرنية لبعض التغييرات التي تُسبب ضعف سُمكها عن معدله الطبيعي، وهي حالة تصيب شخصًا واحدًا من بين كل 1000 إلى 3000 شخصًا، وتتسبب في عدم وضوح الرؤية لديهم، وتجعلهم في حاجة مستمرة إلى تغيير نظاراتهم الطبية، وفي بعض الأحيان لا يستطيعون الرؤية بوضوح عند ارتدائها.
تُرى ما هي أسباب ضعف سمك القرنية؟ نتعرف على إجابة هذا السؤال في الفقرة القادمة.
أسباب ضعف سمك القرنية وأعراضه
لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى سبب علمي دقيق وراء ضعف سُمك القرنية، نظرًا لأنها حالة نادرة الحدوث وتتشابه أعراضها مع أعراض الكثير من الأمراض التي تصيب العين، ولكن بعض الأطباء نسب أسباب ضعف سمك القرنية إلى تعرض المصابين لبعض عوامل الخطر التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة عن غيرهم، منها:
- العامل الوراثي.
- فرك العين المتكرر نتيجة الإصابة بالتهاب القرنية والملتحمة الموسمي.
- الإصابة بالحساسية الموسمية، مثل حمى القش أو الربو.
- الإصابة بمتلازمة داون.
- المعاناة من التهاب الشبكية الصباغي.
- التهابات العين المتكررة.
قد تؤدي تلك العوامل إلى زيادة احتمالات ضعف نسيج القرنية وترققها وتغير في شكلها، فتُصبح مخروطية الشكل ولا يمر الضوء خلالها بكفاءة، فتظهر مجموعة من الأعراض تشمل الآتي:
- ازدواج الرؤية عند النظر بعين واحدة.
- صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة أو القريبة جدًا حيث تظهر ضبابية الشكل.
- رؤية هالات حول الأضواء الساطعة.
- صعوبة القيادة ليلًا بسبب ضبابية الرؤية.
- حساسية تجاه الضوء.
هل توجد علاقة بين سُمك القرنية وضغط العين؟
يجد الأطباء أنه في أثناء فحص الحالات التي تم تشخيصها بضعف سُمك القرنية تُثبت الفحوصات وجود ضغط مرتفع داخل العين، وهو ما يبرهن وجود علاقة بين ضعف سُمك القرنية وضغط العين.
فضغط العين هو معدل الضغط الذي تشكله السوائل داخل العين على مكوناتها، وعندما يرتفع ضغط تلك السوائل داخل العين، يزيد الضغط على القرنية، ويتسبب استمرار هذه المشكلة وعدم حصول المريض على العلاج المناسب في ضعف سُمك القرنية على المدى الطويل.
لماذا لا تصلح عملية الليزك في حالات ضعف سُمك القرنية؟
الهدف الأساسي من عملية الليزك هو إصلاح عيوب سطح القرنية عن طريق إعادة تشكيله مرة أخرى لكي ينكسر الضوء خلالها ويتجمع على الشبكية بالكفاءة المطلوبة وتتحقق الرؤية الواضحة، وهذا يتطلب وجود نسيج كافٍ من القرنية ومؤهل لإعادة تشكيله.
وفي حالات ضعف سُمك القرنية يكون نسيج القرنية غير كافٍ للقيام بهذا الإجراء، ويُعد خضوع المرضى الذين يعانون تلك المشكلة لعملية الليزك مجازفة كبير، ومن الممكن أن يتسبب في تفاقم حالاتهم وتضرر نسيج القرنية وسوء الرؤية أكثر من ذي قبل.
لذلك يلجأ الأطباء إلى إجراء عمليات زراعة العدسات لتصحيح عيوب الرؤية لدى مرضى ضعف سُمك القرنية.
ما علاج ضعف سُمك القرنية وتشوه سطحها؟
ذكرنا تفصيلًا في الفقرات السابقة أسباب ضعف سمك القرنية وأعراضه المختلفة، فترى ما هو التدخل الطبي المناسب للحد من تلك الأعراض وتحسين جودة الرؤية للمرضى؟
تختلف أساليب علاج ضعف سُمك القرنية باختلاف عمر المريض وسُمك قرنيته ومدى تأثر جودة الرؤية لديه، وجميعها تهدف إلى الحد من تشوهات القرنية ومنع تحدبها.
وبصفة عامة يشمل العلاج ما يلي:
- النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة في حالات ضعف سُمك القرنية البسيط، وذلك بهدف تحسين الرؤية.
- عملية زراعة الحلقات في الحالات التي تعاني ضعفًا شديدًا في نسيج القرنية وعدم ثبات في مستوى الرؤية عند ارتداء النظارات الطبية، فهي تهدف إلى شد القرنية وتعديل شكلها.
- عملية زراعة القرنية، وخلالها يُستبدل نسيج القرنية شديد الضعف جزئيًا أو كليًا بنسيج آخر من متبرع.
للمزيد من المعلومات عن أمراض القرنية ونسب نجاح أساليب العلاج المختلفة، يمكنكم مطالعة المقالات الموجودة على موقعنا الإلكتروني.
أما لحجز موعد مع الطبيب والحصول على الاستشارة الطبية المناسبة لحالتكم، يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة على موقعنا الإلكتروني.