يعد الحول عند الاطفال من أمراض العيون الشائعة التي تصيب الأطفال بوجه عام، وتتسم هذه المشكلة بوجود انحراف في العين عن موضعها الصحيح، ما يؤثر بالسلب في رؤية الطفل؛ فقد تتحول إحدى العينين إلى الداخل، أو الخارج، أو لأعلى، أو لأسفل، بينما تنظر العين الأخرى إلى الأمام، وقد يولد الطفل بالحول أو يتطور في الطفولة، وفي السطور التالية سنتعرف على هذه المشكلة وكيفية علاجها.
كيف يبدو الحول عند الاطفال بالنسبة للوالدين؟
يشير الدكتور طارق عبد السميع -مؤسس مركز عيوني واستشاري طب وجراحة العيون- إلى أن معظم الأطفال لا يشتكون من وجود أي مشكلة في الرؤية، إلا أنه يمكن ملاحظتها من قبل الآباء، ويضيف أنه يمكن ملاحظة الوالدين لانحراف العين المصابة بالحول عن موضعها الصحيح بسهولة في حالات الحول الشديدة، بينما في الحالات البسيطة قد لا يتم ملاحظتها سوى من قبل الطبيب المتخصص.
علامات وأعراض الحول عند الأطفال
يوضح الدكتور طارق عبد السميع إمكانية ملاحظة الحول عند الاطفال عن طريق الأعراض الآتية:
- انحراف ملحوظ في العين المصابة -كما ذكرنا سابقًا- وعدم تحرك العينين معًا بتناغم.
- تحديق الطفل أو غلقه لإحدى العينين أو تغطيتها، أو إمالة رأسه عند النظر إلى ما حوله.
- شكوى الطفل التي تدل على إصابته بازدواج في الرؤية.
أنواع الحول عند الأطفال
يشير الدكتور طارق عبد السميع إلى وجود عدة أنواع من الحول عند الأطفال، ومنها:
- الحول الإنسي عند الأطفال Infantile esotropia: عيون الطفل تتجه إلى الداخل باتجاه الأنف.
- الحول التكيفي Accommodative esotropia: وهو النوع الأكثر شيوعًا عند الأطفال فوق سن الثانية، إذ تتجه إحدى العينين للداخل باتجاه الأنف عند التركيز على شيء قريب.
- الحول الوحشي Exotropia: ويحدث عندما تتجه إحدى العينين للخارج بعديًا عن الأنف عند النظر لشيء بعيد، وقد يحدث عندما يكون الطفل مرهقًا أو مريضًا.
اسباب الحول عند الاطفال
تتكون العينين تشريحيًا من عضلات محيطة تعمل بصورة متناغمة كي تتحرك العينين معًا وتركز الرؤية على شيء واحد، ويتحكم الدماغ في هذه الحركة، وأي خلل في حركات هذه العضلات قد يؤدي إلى الإصابة بالحول، وغالبًا ما يحدث نتيجة لمحاولة العين التغلب على مشكلة ما بالرؤية، مثل:
- قصر النظر، وهو رؤية الأشياء القريبة بوضوح، على عكس الأشياء البعيدة التي تبدو مشوشة.
- طول النظر، وهو صعوبة في رؤية الأشياء القريبة، مع وضوح الرؤية بالنسبة للأشياء البعيدة.
- الاستجماتيزم، حيث تصبح قرنية العين غير متساوية مسببة تركيز الضوء على الشبكية في عدة نقاط، ما يؤدي إلى تشويش الرؤية.
ورغم أن الحول لا يصاحب مشكلات صحية أخرى في معظم الأحيان، فإنه قد يصاحب أمراضًا مثل:
- الإصابة بعدوى في العين، مثل الحصبة.
- الإصابة ببعض المتلازمات الجينية، مثل متلازمة داون.
- تأخر النمو.
- الشلل الدماغي.
- مشكلات في الأعصاب المتصلة بالعين.
- استسقاء الرأس.
- الولادة المبكرة.
وفي الختام، يمكن علاج الحول عند الأطفال عن طريق الاكتفاء بالنظارات الطبية والقطرات، والمتابعة المستمرة، وقد يتم الخضوع للجراحة في بعض الحالات. ويوصي الدكتور طارق عبد السميع بأهمية زيارة الطبيب المعالج في حين شك الوالدان في إصابة طفلهما بالحول، للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.