يُشخص مئات الأشخاص يوميًا من قبل أطباء العيون بمشكلة ما في أنسجة القرنية، والتي قد تستدعي إجراء جراحة عاجلة لإزالة الأنسجة التالفة واستبدالها بأخرى سليمة.
قبيل إجراء الجراحة يدور في ذهن هؤلاء الأشخاص العديد من الأسئلة حول الجراحة وكيفية الاستعداد لها وما يحفها من مخاطر ومُضاعفات محتملة، لذا خصننا مقال اليوم “تجربتي مع زراعة القرنية” للإجابة عن تلك الأسئلة.
لماذا اتخذ الطبيب قرار الجراحة؟
خلال سنوات العمر، والتعرض لمختلف العوامل البيئية والبشرية، تتعرض أعيننا إلى مؤثرات ومخاطر عدة، منها ما يؤثر سلبًا على حدة البصر من خلال إصابة أنسجة العين الداخلية مثل النسيج الشبكي و عدسة العين، أو إصابة النسيج الخارجي لها (القرنية).
تظهر إصابة النسيج الخارجي للعين (القرنية) في صورة تعرج وانحراف شديد يُغير من الشكل الكروي لتلك الأنسجة ويُعرّضها للعديد من الأمراض.
يوجد مجموعة واسعة من الأسباب والعوامل الخارجية أو الوراثية التي قد تؤثر سلبًا على شكل قرنيتك الكروية وتؤدي إلى:
- زيادة بروزها وتحدبها للخارج (القرنية المخروطية).
- إصابتها بضمور فوكس.
- ترقق نسيج القرنية وتمزقه.
- تورم القرنية وتقرحها.
يستعصى على الأطباء علاج الحالات التي تعاني الإصابات السابقة بالأدوية الطبية، وهو ما يستوجب عليهم اتخاذ القرار باستبدال أنسجة القرنية التالفة بأخرى سليمة.
كيف استعد لتجربتي مع عملية زراعة القرنية؟
لا يستدعى الخضوع لجراحة زراعة القرنية استعدادًا خاصًا، فقط الخضوع لفحص العين بالكامل للتأكد من عدم وجود مرض ما قد يؤثر على نتائج الجراحة، وتحديد حجم الأنسجة المراد استبدالها.
في حال تناولك لدواء أو مكمل غذائي ما ينبغي عليك استشارة الطبيب حول إمكانية استخدامه قبل الجراحة وخلال فترة التعافي منها.
كيف ستجرى جراحة زراعة القرنية؟
تُجرى جراحة زراعة القرنية تحت تأثير التخدير الموضعي للمريض عن طريق:
- مساعدة المريض على الاستلقاء بزاوية مناسبة تسمح للجراح برؤية أنسجة العين والقرنية بوضوح.
- يبدأ الجراح في استخدام أدوات جراحية صغيرة تُمكّنه من صُنع شق جراحي دائري دقيق في العين لإزالة طبقات القرنية التالفة والمصابة.
- تُستبدل الأنسجة التي أُزيلت بأنسجة القرنية المراد زراعتها وتثبيتها عن طريق الاستعانة بخيوط طبية يمكن إزالتها في زيارة لاحقة للطبيب بعد عدّة أشهر.
هل عملية زراعة القرنية مؤلمة؟
قد يشعر المريض بعد انتهاء الجراحة بالألم واحمرار العين، لكنها أعراض طبيعية لا ضرر منها، وعادةً ما تزول في غضون أيام قليلة من الجراحة في حال التزام المريض بتناول الأدوية واستخدام القطرات العينية التي أشار إليها الطبيب.
ما العوامل التي قد تؤثر على نتائج تجربتي مع زراعة القرنية بالسلب؟
لجوء المُصاب إلى جراح عيون متخصص في مجال زراعة القرنية سيضمن له إجراء الخطوات الطبية للجراحة على الوجه الأمثل، إلا أن ذلك لن ينفي بعض العوامل والأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى فشل الجراحة، ومنها:
- إهمال المُصاب ما يُشير إليه الجراح من تعليمات ما بعد الجراحة.
- اللفظ المناعي ومهاجمة الجسم لنسيج القرنية المزروع كونه جسمًا غريبًا ينبغي القضاء عليه.
كيف أتجنب اللفظ المناعي خلال تجربتي مع زراعة القرنية؟
يُعد اللفظ المناعي واحدًا من الأسباب الشائعة لفشل عملية زراعة القرنية، وغالبًا ما يحدث ذلك في حال استبدال القرنية بالكامل.
يمكنك تجنب اللفظ المناعي من خلال الخضوع لعملية زراعة القرنية الطبقية والتي يستبدل خلالها جراح العيون الجزء المعتم من الطبقات الخارجية أو المبطنة للقرنية فقط مع الأبقاء على الأنسجة السليمة.
أسهمت زراعة القرنية الطبقية في خفض نسبة اللفظ المناعي من 10% إلى 1% فقط، لتزداد نسبة نجاح عملية زراعة القرنية وتحظى برضى العديد من المرضى الخاضعين لها.
متى سأتمكن من العودة لمزوالة حياتي الطبيعية بعد تجربتي مع زراعة القرنية؟
واحدة من الأسئلة الشائعة التي تجول في ذهن المرضى هو: متى تبدأ الرؤية تتضح بعد عملية زراعة القرنية؟ ومتى سيمكنهم العودة لممارسة حياتهم بصورة طبيعية من جديد؟
بعد الخضوع لعملية زراعة القرنية ينبغي على المريض الالتزام بعدة أمور حتى تلتئم أنسجة القرنية ويتمكن من العودة لممارسة حياته الطبيعية من جديد، ومنها:
- الراحة والتمدد والاستلقاء خلال اليوم الأول والثاني من الجراحة.
- الالتزام باستخدام واقي العين عند الخروج من المنزل.
- الابتعاد عن مصادر التلوث والأتربة لحماية موضع الجراحة من التلوث.
- الالتزام بتناول الجرعات الدوائية واستخدام القطرات العينية.
مع قدوم موعد الاستشارة وفحص الطبيب لأنسجة العين، في حال إن لم يجد مشكلة ما أو تضرر بالأنسجة وتأكد من التئامها بطريقة سليمة فسيُشير إليك بالعودة إلى ممارسة أنشطتك اليومية، ولكن في حال وجود مشكلة ما فقد يطلب منك الطبيب زيادة فترة الراحة حتى التعافي التام.
للمزيد من الاستفسارات يمكنكم التواصل معنا الان عبر الهاتف او عن طريق الواتساب .