عملية تثبيت القرنية هي إحدى الأساليب المتبعة لعلاج القرنية المخروطية -ذلك المرض الشائع ظهوره في عمر المراهقة وأوائل العشرينات-. وهي عبارة عن إجراء يتم للحد من زيادة تغير شكل القرنية، مما يساعد في ثبات النظر، وعدم تغيّر قياساته في فترات متقاربة. وفي هذا المقال سيوضح لنا الدكتور طارق عبد السميع أهم التفاصيل عن تلك العملية، ومتى يتحسن النظر بعد عملية تثبيت القرنية، وما هي نسبة نجاحها.
عملية تثبيت القرنية
يشير الدكتور طارق عبد السميع – استشاري أمراض القرنية وطب وجراحة العيون – إلى أن اللجوء لعملية تثبيت القرنية هو أحد الإجراءات المحتملة بعد تشخيص مرض القرنية المخروطية عن طريق الوسائل التشخيصية المختلفة، وأشهرها رسم خريطة القرنية.
دواعي هذا الإجراء هو الحفاظ على ثبات مستوى النظر مع ارتداء النظارات الطبية ومنع تفاقم الحالة.
تعرف تلك العملية طبيًا باسم Corneal Collagen Cross-Linking، أو تشابك ألياف الكولاجين، وهي عبارة عن تطبيق قطرة تحتوي على الريبوفلافين أو فيتامين ب 2، ثم توجيه شعاع ضوئي من الأشعة فوق البنفسجية بطول موجي معين، مما ينتج عنه مواد معينة تسبب تشابك ألياف الكولاجين في القرنية، وثبات النظر عمّا هو عليه.
من هم الأشخاص المرشحون لعملية تثبيت القرنية؟
يوضح الدكتور طارق عبد السميع أن تثبيت القرنية إجراء يتم لأشخاص معينة فقط، ومن ضمن هؤلاء الأشخاص:
- من يعاني من القرنية المخروطية في مراحلها الأولى، أي قبل أن تفقد القرنية شكلها المستدير، وتصبح غير منتظمة الشكل، وهو الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الرؤية.
- من يريد تثبيت النظر لتحسين حدته مع النظارات الطبية، ويوضح الدكتور طارق عبد السميع أنه يمكن الاستغناء عن النظارات وتصحيح الإبصار عن طريق عملية زراعة العدسات.
- من يعاني من قرحة القرنية غير المستجيبة لقطرات المضاد الحيوي، إذ أشارت بعض الدراسات أن هذا الإجراء يمكنه علاج بعض أنواع العدوى.
ما قبل عملية تثبيت القرنية
أثناء فحوصات ما قبل العملية، سيبدأ الطبيب بقياس سُمك القرنية، ويحدد ما إذا كنت مرشحًا لهذا الإجراء أم لا، كما سيُجري العديد من الاختبارات وفحوصات العين للتأكد من سلامتها، وعدم وجود أي أمراض أخرى قد تؤثر على نتائج العملية، ومن أهم الفحوصات المتبعة رسم خريطة القرنية التفصيلي.
قبل الإجراء مباشرة، لا ينبغي وضع المكياج، أو العطور أو كريمات ما بعد الحلاقة، ويمكن شرب السوائل وتناول الوجبات الخفيفة، كما يجب عدم القيادة بعد الإجراء، لذلك يُنصح بوجود صديق أو أحد الأقارب لاصطحابك للمنزل بعد العملية.
كم تستغرق العملية؟
يشير الدكتور طارق عبد السميع إلى أن العملية يمكن أن تستغرق حوالي ساعة، وذلك وفقًا لنوع الإجراءات المتبعة فيها، وهناك نوعان لتثبيت القرنية:
- إجراء إزالة النسيج الطلائي Epi-off: وفيها يقوم الطبيب بإزالة الطبقة الطلائية من القرنية، ثم تطبيق قطرات الريبوفلافين.
- عدم إزالة النسيج الطلائي Epi-on: إذ يتم تطبيق قطرات الريبوفلافين مباشرة.
اقرا ايضاً | تجربتي مع عملية تثبيت القرنية
اعراض بعد عملية تثبيت القرنية
قد تظهر اعراض بعد عملية تثبيت القرنية، وهو شيء طبيعي في الأيام الأولى من الإجراء، وتتضمن تلك الأعراض ما يلي:
- الشعور بعدم الراحة لبضعة أيام، وسيصف الطبيب بعض الأدوية لتفادي ذلك.
- الشعور بحساسية الضوء، وفي هذه الحالة سيكون ارتداء النظارات الشمسية هو الحل المناسب.
- ألم وشكشكة في العين.
- إذا شعرت بألم شديد، أو تدهور مستوى نظرك أخبر طبيبك على الفور.
تعليمات بعد العملية
- تطبيق القطرات التي يصفها الطبيب.
- سيضع الطبيب عدسات لاصقة على القرنية لمساعدتها في الالتئام، فإن سقطت لا تحاول إعادتها بمفردك، واذهب للطبيب.
- عدم فرك العينين لمدة لا تقل عن 5 أيام بعد العملية.
ما هي نسبة نجاح عملية تثبيت القرنية؟
يوضح الدكتور طارق عبد السميع أن نسبة نجاح تلك العملية مرتفعة للغاية، إذ تصل إلى حوالي 95%.
قد يهمك ايضاً | اعراض ما بعد عملية تثبيت القرنية
متى يتحسن النظر بعد عملية تثبيت القرنية؟
يشير الدكتور طارق عبد السميع أن سؤال “متى يتحسن النظر بعد عملية تثبيت القرنية؟” يعتبر من أكثر الأسئلة الشائعة التي تُجرى على مسامعه، ويوضح أن تحسن النظر بعد عملية تثبيت القرنية يمر بعدّة مراحل، ففي الأيام الأولى للعملية يشكو المرضى من وجود ضبابية شديدة في الرؤية مصاحبة للأعراض المذكورة سابقًا، ثم تشوش الرؤية لمدة تصل لحوالي أسبوع، ثم يتحسن النظر تدريجيًا بعد حوالي شهر أو اثنين.
قد يهمك ايضا | تكلفة عملية تثبيت القرنية
أما النتائج النهائية لتثبيت القرنية يمكن أن تظهر بعد حوالي 6 أشهر من العملية.
بعد أن أوضحنا لك ما تحتاج معرفته عن تلك العملية ومتى يتحسن النظر بعد عملية تثبيت القرنية وأعراض ما بعد العملية، شاركنا ووضح لنا تجربتك مع عملية تثبيت القرنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.