مرض القرنية المخروطية أحد أشهر أمراض القرنية التي تصيب البعض خلال مرحلة المراهقة وأوائل العشرينيات، وهو عبارة عن تغير في شكل قرنية العين، حيث تنبعج للخارج مكونة شكل مخروطي، الأمر الذي يؤثر في الرؤية سلبًا. في هذا المقال نتعرف على إجابة السؤال الشائع: هل القرنية المخروطية مرض وراثي؟ تابع القراءة لاكتشاف المزيد.
ما هي القرنية المخروطية؟
قبل الإجابة عن سؤال اليوم “هل القرنية المخروطية مرض وراثي؟”، ينبغي لنا التعرف على طبيعة ذلك المرض أولًا.
القرنية نسيج شفاف في الجزء الخارجي للعين، وهي المسئولة عن السماح بمرور الضوء بكمية معينة، كي يمر بعدسة العين الداخلية ويسقط على شبكية العين، ما يساعدنا على رؤية ما حولنا.
والقرنية المخروطية تنتج عن ضعف الطبقات الأمامية للقرنية، ما يؤثر في سُمْكها، فتجحظ للخارج في شكل مخروطي، ما يؤثر بالسلب في القدرة الطبيعية على الرؤية مع مرور الوقت.
ويتفاقم مرض القرنية المخروطية ببطء وتزداد الحالة سوءًا بعد مرور ما يزيد عن 10 سنوات، وعادة ما تُصاب عين واحدة في البداية المرض، إلا أنه من المحتمل إصابة العين الأخرى أيضًا.
هل القرنية المخروطية مرض وراثي؟
يوضح الدكتور طارق عبد السميع -استشاري طب وجراحة العيون- وجود بعض العوامل الوراثية والجينية المؤثرة على الإصابة بمرض القرنية المخروطية، فقد يحمل أحد الوالدين أو كلاهما الجين (المادة الوراثية) المسئول عن تطور المرض، والذي بدوره قد ينتقل للأبناء.
وتُصيب القرنية المخروطية حوالي 10% من الأشخاص الذين عانى أحد والديهم المرض، ويوصي دكتور طارق بأهمية خضوع هؤلاء الأبناء لفحص العينين دوريًا.
تعرف من خلال الدكتور على : ما هي القرنية المخروطية
أسباب القرنية المخروطية
إن الأسباب الفعلية للإصابة بالقرنية المخروطية غير معروفة، ويشير دكتور طارق إلى وجود مجموعة من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالمرض إلى جانب العوامل الوراثية السابق ذكرها، منها:
- إفراط فرك العينين.
- الإصابة ببعض المشكلات الصحية، مثل متلازمة داون، والحساسية المزمنة.
تأثير القرنية المخروطية على الرؤية
غالبًا ما تؤثر القرنية المخروطية في الرؤية بصورة صريحة ما يسبب عدم وضوحها دون استخدام النظارات الطبية، وإهمال علاج المرض قد يصيب طبقات القرنية الداخلية بالضعف، ما يسبب تراكم السوائل وانتفاخ القرنية، الذي عادة ما يزول من تلقاء نفسه، إلا أنه يترك خلفه ندوبًا تؤثر في وضوح الرؤية، وقد تستدعي تلك الحالة الخضوع لعملية زرع القرنية.
ولا ينبغي الخضوع لجراحات تصحيح الإبصار -مثل الليزك- إلا بعد علاج القرنية المخروطية، إذ تزيد هذه الجراحات من ضعف للقرنية.
ما أعراض الإصابة بالقرنية المخروطية؟
إلى جانب المشكلات السابقة التي تُسببها الإصابة بالقرنية المخروطية، قد يعاني المريض عددًا من الأعراض الإضافية، منها:
- رؤية هالات حول مصادر الضوء.
- حساسية الضوء التي تؤثر في القيادة الليلية.
- تغير قياس النظارات باستمرار خلال فترات قصيرة.
- احمرار وتورم العين.
- عدم القدرة على ارتداء العدسات اللاصقة في الحالات المتقدمة من المرض.
- ارتفاع درجات الاستجماتيزم باستمرار.
اعرف المزيد عن : طرق علاج القرنية المخروطية
تشخيص القرنية المخروطية
يمكن تشخيص القرنية المخروطية عن طريق الأساليب الآتية:
- فحص العين الروتيني لقياس حدة الإبصار.
- اختبار تصوير القرنية، وهو اختبغار يتضمن تصوير سطح القرنية للكشف عن أي تشوهات بها، وقياس سُمْك القرنية.
كيفية علاج القرنية المخروطية
يشير الدكتور طارق عبد السميع إلى وجود العديد من الأساليب العلاجية للقرنية المخروطية، تُحدد بِناءً على حالة المريض، وتتضمن:
- عملية تثبيت القرنية: يلجأ الأطباء لهذه الوسيلة بهدف علاج المراحل الأولية من الإصابة بالقرنية المخروطية، التي يستطيع المريض خلالها الرؤية مستخدمًا النظارات الطبية، وفي أثناء هذا العلاج يضع الطبيب قطرة خاصة في العين، ثم يوجّه ضوء الأشعة فوق البنفسجية إليها.
- عملية زراعة الحلقات: يزرع الطبيب حلقة أو حلقتين في القرنية لتسطيح شكلها، وهي عملية بسيطة تستغرق بضع دقائق، وتتحسن الرؤية في غضون أيام، ثم يخضع المريض بعدها لعملية تثبيت القرنية للحفاظ على مستوى النظر.
- عملية زراعة القرنية: تهدف العملية إلى استبدال الجزء التالف من القرنية (حوالي 8 مم من منتصف القرنية) بقرنية أخرى سليمة، وتنقسم هذه العملية إلى زراعة جزئية للقرنية (إزالة الجزء الأمامي أو الطبقات الداخلية فقط)، أو زراعة كليّة للقرنية.
وفي الختام تتلخص إجابة سؤال “هل القرنية المخروطية مرض وراثي؟” بنعم، إذ تلعب العوامل الجينية دورًا في الإصابة بالقرنية المخروطية، ويؤكد الدكتور طارق عبد السميع على ضرورة خضوع الأطفال للفحص المستمر إذا ثبتت إصابة أفراد عائلاتهم بالمرض.