يوجد العديد من إصابات العين الواردة والمنتشرة بشكل مستمر، من ضمنها وجود المياة البيضاء والمياة الزرقاء في العين، لكن الكثير اختلط عليهم الأمر، معتقدين بأن المياة البيضاء والمياة الزرقاء هم نفس نوع المرض الذي يمكن حدوثه في العين، لذلك، سنتحدث في هذا المقال عن الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء واختلاف الأضرار وطرق العلاج بين الإثنين.
ما هو الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء؟
الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء يعتبر واسعا في الكثير من العوامل مثل التعريف وأسباب الحدوث وطريقة العلاج، ولذلك سنقوم بشرح الفرق بينهم وأوجه الاختلاف.
اولا المياة البيضاء
عندما يسمع البعض مصطلح المياة البيضاء، قد يتبادر إلى أذهانهم أنها تشير إلى وجود سائل أبيض داخل العين، لكن الحقيقة أن الأمر مختلف تمامًا، فالمياة البيضاء -أو ما يُعرف طبيًا بـ الساد أو الكتاركت- هي حالة مرضية تصيب عدسة العين وتؤدي إلى ضبابية أو عتامة تدريجية، نتيجة خلل في البروتينات التي تكوّن العدسة، مما يعيق مرور الضوء بشكل طبيعي.
ولفهم الأمر بشكل أوضح، يمكننا العودة إلى كيفية حدوث الرؤية، فعندما ينعكس الضوء من الأجسام المحيطة بنا، يسقط أولاً على قرنية العين، ثم ينكسر مارًّا عبر العدسة الداخلية والتي تعمل على تركيزه وتجميعه بدقة على شبكية العين، ومن هناك، تتحول هذه الصورة الضوئية إلى إشارات كهربائية تُرسل إلى الدماغ، فيتم تفسيرها لتكوين الصورة التي نراها.
ثانيا المياة الزرقاء
في الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء وعلى عكس المياة البيضاء، تحتفظ العين بشكلها الكروي بفضل السوائل الموجودة بداخلها، والتي تكون تحت ضغط محدد لضمان توازنها، ولكن عندما يرتفع هذا الضغط عن المعدل الطبيعي، فإنه قد يُلحق الضرر بالعصب البصري، مما يؤدي إلى تراجع تدريجي في الرؤية، وقد يصل الأمر إلى فقدان البصر الكامل، وتُعرف هذه الحالة باسم المياة الزرقاء أو الجلوكوما، وغالبًا ما تنشأ المياة الزرقاء نتيجة انسداد في القنوات المسؤولة عن تصريف السوائل من العين، مما يؤدي إلى تراكمها وارتفاع الضغط الداخلي بشكل مقلق، وهو ما يستدعي التدخل الطبي للحفاظ على البصر.
الأعراض في الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء
تختلف الأعراض في الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء في الكثير من النقاط التي يمكن حدوث فيها أي من الاصابتين، وتلك الأعراض في الفرق بينهم سيتم ذكرها بالتفصيل:
أعراض المياة البيضاء
لا يبدأ مريض المياه البيضاء عادةً بالشعور بأعراض واضحة في بداية الإصابة، وقد لا يلاحظ أي تغيّر ملحوظ في جودة الرؤية. لكن مع مرور الوقت، وتطوّر الحالة دون علاج، تبدأ الأعراض في الظهور تدريجيًا، ويبدأ المريض في الشكوى من مشاكل تؤثر على حياته اليومية. من أبرز هذه الأعراض:
- ضبابية الرؤية (الشبورة)
يُعد هذا العرض من أكثر أعراض المياة البيضاء شيوعًا، حيث يشعر المريض وكأنه ينظر من خلال زجاج غير نظيف أو وسط ضباب كثيف، وتستمر هذه الرؤية المشوشة حتى مع استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، مما يؤدي إلى صعوبة في أداء الأنشطة اليومية وإحساس دائم بالانزعاج أو الحرج.
- الحساسية تجاه الأضواء
يشكو العديد من المرضى من انزعاج شديد عند التعرض للأضواء، خاصة أثناء القيادة ليلًا، حيث تتسبب الأضواء القادمة من السيارات الأخرى في شعور بعدم الارتياح أو حتى الألم أحيانًا، مما يجعل القيادة في هذه الظروف أمرًا محفوفًا بالمخاطر.
أعراض المياة الزرقاء
على اوجه الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء، يُعرف مرض المياه الزرقاء بـ سارق النظر أنه يتسلل إلى العين بصمت، وغالبًا ما يُصاب به المريض دون أن يشعر بأي أعراض واضحة في بدايته، ومع مرور الوقت، قد يكتشف المصاب وجود بقع سوداء أو عمياء في مجال الإبصار، وربما تتطوّر الحالة إلى فقدان البصر بشكل كامل إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها مبكرًا.
وتنقسم المياه الزرقاء إلى نوعين رئيسيين:
- المياة الزرقاء مفتوحة الزاوية
يُعد هذا النوع الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما يتطور ببطء على مدى سنوات. من أبرز أعراضه ظهور بقع أو نقاط سوداء في مجال الرؤية، والتي تبدأ في التوسّع تدريجيًا، وقد لا يلاحظها المريض إلا بعد فوات الأوان.
- المياة الزرقاء حادة الزاوية
يتميز هذا النوع بظهور مفاجئ وشديد للأعراض، مثل ألم حاد في العين، صداع قوي، احمرار في العين، وضبابية في الرؤية. وقد يشعر المريض أيضًا بالغثيان أو حتى القيء في بعض الحالات، ما يجعله حالة طارئة تستدعي التدخل الطبي الفوري لتجنّب مضاعفات خطيرة.
يوجد الكثير من الأعراض في الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء، والتي يمكن الاستفسار عنها في مركز عيوني مع دكتور/ طارق عبد السميع، إستشاري طب وجراحة العيون وإستشاري القرنية وتصحيح الإبصار و المياه البيضاء.
أسباب وعوامل الخطر في المياة البيضاء والزرقاء
تُعدّ كل من المياة البيضاء والمياة الزرقاء من الأمراض الشائعة التي تصيب العين، ولكل منهما أسبابه الخاصة والعوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به، ومن المهم التعرّف على هذه الأسباب لتفاديها قدر الإمكان أو رصدها مبكرًا عند ظهورها، وتتمثل أسباب وعوامل الخطر في الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء فيما يلي:
اولا المياة البيضاء
تحدث المياة البيضاء نتيجة تغيّرات تدريجية في عدسة العين، تؤدي إلى فقدان شفافيتها وظهور عتامة تعيق الرؤية، وتُعتبر الشيخوخة السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بهذا المرض، إلا أن هناك مجموعة من العوامل الأخرى قد تلعب دورًا في ظهوره، من أبرز هذه الأسباب هو التعرض المستمر لأشعة الشمس دون استخدام نظارات واقية والإصابات المباشرة في العين وبعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، كما أن الاستخدام الطويل لبعض الأدوية، خصوصًا الكورتيزون، قد يسهم في تسريع ظهور المياه البيضاء، ولا يُمكن إغفال العامل الوراثي، حيث تزيد فرص الإصابة في حال وجود تاريخ عائلي مع المرض، أما عوامل الخطر فتشمل التدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم وتناول الكحول وسوء التغذية خاصة في حال نقص مضادات الأكسدة والفيتامينات الأساسية لصحة العين.
ثانيا المياة الزرقاء
في الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء، تختلف المياة الزرقاء في طبيعتها، حيث تكمن خطورتها في الارتفاع التدريجي أو المفاجئ في ضغط العين، مما يؤدي إلى تلف العصب البصري مع مرور الوقت، وغالبًا ما يكون ذلك دون أن يشعر المريض بأي أعراض واضحة في المراحل المبكرة، وتنشأ الجلوكوما غالبًا بسبب خلل في تصريف السائل الداخلي للعين، مما يؤدي إلى تراكمه وارتفاع الضغط داخلها، وقد تحدث أيضًا نتيجة إصابات أو التهابات في العين، أو بسبب آثار جانبية لبعض الأدوية مثل الكورتيزون، أما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمياه الزرقاء فتشمل التقدّم في السن ووجود تاريخ عائلي للمرض والإصابة ببعض الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري ووجود مشكلات بصرية مثل قِصر أو طول النظر الشديد، كما أن بعض الأعراق تكون أكثر عرضة للإصابة، مثل الأفراد من أصول إفريقية أو آسيوية.
طرق العلاج في الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء
طرق العلاج في الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء تختلف من حيث التكلفة والأدوات المستخدمة للعلاج، والتي تتمثل فيما يلي:
اولا علاج المياة البيضاء
في المراحل المبكرة من الإصابة بالمياة البيضاء، يمكن تحسين الرؤية دون الحاجة إلى تدخل جراحي، وذلك من خلال استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة المناسبة، والتي تساعد على تعويض ضعف النظر الناتج عن العتامة في العدسة، أما إذا تطوّرت الحالة وأثّرت بشكل واضح على القدرة على الرؤية وممارسة الأنشطة اليومية، فإن الحل الأكثر فعالية يكون من خلال التدخل الجراحي، وتُعد عملية إزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة صناعية شفافة من الإجراءات الآمنة والمنتشرة، حيث تساعد بشكل كبير في استعادة وضوح الرؤية وتحسين جودة الحياة.
قانيا علاج المياة الزرقاء
عند الحديث عن الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء، لا بد من التطرّق إلى طرق علاج المياة الزرقاء، خاصة وأن أمراض العين عمومًا تتطلب متابعة دقيقة ومستمرّة مع طبيب العيون واتباع الإرشادات العلاجية المناسبة لكل حالة، وفي كثير من الأحيان، يبدأ علاج المياه الزرقاء باستخدام قطرات العين الخاصة والتي تعمل على خفض ضغط العين والحد من تدهور الحالة، وتُعتبر هذه القطرات الخط الأول في العلاج، ويجب استخدامها بانتظام حسب توصيات الطبيب، وفي الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو التي يتطوّر فيها المرض بشكل سريع، قد يكون التدخل الجراحي أو العلاج بالليزر هو الخيار الأنسب، وتُستخدم هذه الإجراءات لتحسين تصريف السوائل من العين وبالتالي الحفاظ على ضغط العين ضمن المعدلات الطبيعية والوقاية من تلف العصب البصري.
وطرق العلاج سواء للمياة البيضاء أو الزرقاء، متوفرين في مركز عيوني للاستشارات الطبية للعين، تحت إشراف دكتور/ طارق عبد السميع، إستشاري طب وجراحة العيون وإستشاري القرنية وتصحيح الإبصار و المياه البيضاء.
نصائح للوقاية من المياة البيضاء والزرقاء
تُعدّ المياة البيضاء والمياة الزرقاء من أكثر المشاكل التي تصيب العين مع التقدم في العمر حتى في وجود الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء، ولكن يمكن الوقاية منها باتباع بعض الإرشادات الصحية والعادات السليمة، من خلال العناية الدقيقة بالعين واتباع أسلوب حياة صحي، يمكن تقليل احتمالات الإصابة بهما بشكل كبير، وإليك بعض النصائح للوقاية من المياة البيضاء والزرقاء والتي تتمثل فيما يلي:
المياة البيضاء
- حماية العين من الشمس
إن التعرض المباشر لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالمياه البيضاء مع مرور الوقت، لذلك، من المهم ارتداء نظارات شمسية تحجب الأشعة فوق البنفسجية، لتقليل تأثيرها الضار على العدسة وحمايتها من العتامة.
- التغذية الصحية
تلعب التغذية السليمة دورًا مهمًا في صحة العين، ويجب تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين C وE، حيث تساعد هذه الفيتامينات في حماية العدسة من العوامل التي قد تساهم في تطور المياه البيضاء.
- الإقلاع عن التدخين
يعتبر التدخين من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمياه البيضاء بإختلاف الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء، والإقلاع عن التدخين يساعد في الحفاظ على صحة العين ويقلل من احتمالات تطور المرض.
- مراقبة الأمراض المزمنة
الأمراض مثل السكري تؤثر بشكل مباشر على صحة العين، لذلك، من المهم مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل مستمر والعمل على ضبطها لتقليل المخاطر المرتبطة بالمياه البيضاء.
المياة الزرقاء
- إجراء فحوصات دورية للعين
العديد من حالات المياه الزرقاء لا تظهر أعراضها في المراحل المبكرة، مما يجعل الفحص المنتظم أمرًا بالغ الأهمية. يساعد الفحص الدوري في اكتشاف الجلوكوما قبل أن تتسبب في ضرر دائم للبصر، وهو ما يعزز فرص العلاج المبكر.
- مراقبة ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالمياه الزرقاء، والحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية يُعدّ من العوامل المهمة للوقاية من هذا المرض.
- حماية العين من الإصابات
الإصابات في العين قد تؤدي إلى المياه الزرقاء في المستقبل، وارتداء نظارات واقية أثناء ممارسة الرياضات أو التعامل مع المواد الكيميائية يساعد في الوقاية من الإصابات التي قد تؤدي إلى تلف العين.
- تقليل استخدام الأدوية المحتوية على الكورتيزون
الكورتيزون -إذا تم استخدامه لفترات طويلة- قد يرفع ضغط العين ويزيد من خطر الإصابة بالجلوكوما بعيدا عن الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء، ومن الأفضل استخدام هذه الأدوية بحذر وتحت إشراف الطبيب المتخصص.
الأسئلة الشائعة حول الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء
ما الذي يميز عملية علاج المياة البيضاء عن عملية علاج المياه الزرقاء؟
عملية العلاج تختلف كذلك مثل الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء، حيث أن المياة البيضاء تحدث عندما تفقد العدسة البلورية في العين شفافيتها الطبيعية، مما يسبب ضعفًا في الإبصار وظهور عتامات في الرؤية، بينما تؤدي المياه الزرقاء أو الجلوكوما إلى تدمير الألياف العصبية في العين، مما ينتج عنه فقدان تدريجي للرؤية، يبدأ من المجال الطرفي ويصل إلى الرؤية المركزية.
ما هي خيارات علاج المياه الزرقاء على العين؟
قد يتم إجراء بَضع القزحية المحيطية بالليزر، حيث يقوم الجراح بفتح فتحة صغيرة في القزحية باستخدام الليزر، ويتيح هذا الثقب للسوائل التدفق خارج القزحية، مما يساعد على فتح زاوية التصريف في العين وبالتالي تخفيف الضغط الداخلي عليها.
كيف يمكنني التقديم للإستشارة عن إصابات المياة البيضاء والزرقاء في العين؟
التقديم للإستشارة عن إصابات المياة البيضاء والزرقاء في العين في مركز عيوني للإستشارات والعلاجات الطبية الخاصة بالعين تحت إشراف دكتور/ طارق عبد السميع، إستشاري طب وجراحة العيون وإستشاري القرنية وتصحيح الإبصار و المياه البيضاء.
ختاما، يمكن القول بأن الفرق بين المياة البيضاء والزرقاء مهم جدا معرفته حيث أن البعض يجعل الفرق بينهم، معتقدين أنه نفس الشئ، لكن بمعرفة الإختلاف بين المياة البيضاء والزرقاء، يصبح الأمر أكثر سهولة في البحث عن طرق العلاج الصحيحة قبل تضاعف المشكلة.