لحظات مُربكة يعيشها مُصابو القرنية المخروطية قبل اللجوء إلى جراحة التصحيح. لكن الأمر المثير للغرابة هُنا هو استمرار تشوش الرؤية فترة من الزمن حتى بعد الخضوع للعملية.
في سطور هذا المقال سوف نوضح تفصيلًا كيف يرى مريض القرنية المخروطية قبل وبعد العملية وما هي العلامات الأولية التي تُبشر بسير خُطوات العلاج على النحو المطلوب.
القرنية المخروطية حالة شائعة تُصيب أنسجة القرنية الضعيفة
قبل أن نستفيض في الحديث عن إجابة سؤال كيف يرى مريض القرنية المخروطية قبل وبعد العملية؟ نتعرف أولًا على طبيعة الإصابة وكيفية حدوثها.
حتى الآن لم يتوصل الأطباء إلى سبب علمي قاطع للإصابة بالقرنية المخروطية، إلا أن المُشكلة عادة ترجع إلى الجينات الوراثية في العائلة الواحدة أو بعض العوامل البيئية التي أدت إلى ظهور المُشكلة، مثل: اعتياد فرك العينين.
عند الإصابة بالقرنية المخروطية، تتحول القرنية من الشكل الدائري إلى الشكل المخروطي الأمر الذي يؤدي إلى تدهور الرؤية تدريجيًا بسبب تعرج سطح القرنية، وتفكُك روابط الكولاجين وفقدان الأنسجة المُكونة للقرنية مرونتها، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان كُلي للإبصار إن لم يخضع المريض إلى خطة علاجية مُحكمة.
اقرا ايضا : نسبة نجاح عملية تثبيت القرنية المخروطية
كيف يرى مريض القرنية المخروطية قبل عملية التصحيح؟
عندما تتغير القرنية من الشكل الدائري إلى الشكل المخروطي، يتغير السطح المستوي للقرنية تزامنًا مع الإصابة، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالاستجماتيزم غير المنتظم الذي لا يمكن تصحيحه عبر ارتداء النظارات، ومع زيادة تحدب القرنية تُصاب العين بقِصر النظر وصعوبة الرؤية من مسافات بعيدة بالإضافة إلى ظهور العديد من الأعراض المزعجة.
أعراضٌ مزعجة تؤرق حياة مريض القرنية المخروطية
يُلاحظ الشخص المُصاب تشوه الرؤية تدريجيًا وزيادة حدة الأعراض، فيُمكن أن تبدأ الأعراض في عين واحدة، إلا أن الرؤية في كلتا العينين سريعًا ما تتأثر بمرور الوقت..
يعاني الشخص من صعوبة النظر إلى الأضواء الساطعة، فيرى ومضات من النور تصيب عينيه بالتشويش حتى مع ارتداء النظارات.
كما يحدث تورم في بعض الأحيان في كرة العين، ويُلاحظ احمرارها وتورم الجفون في بعض الأحيان الأُخرى.
يُنصح بضرورة طلب الاستشارة الطبية فور ملاحظة إحدى الأعراض المذكورة سلفًا لتحديد خطة علاج فورية قبل أن يصل الأمر إلى حد فقدان الإبصار -لا قدر الله-.
اقرا ايضا : تجربتي مع عملية تثبيت القرنية
علاج القرنية المخروطية عبر مُختلف تقنيات الإصلاح الجراحية وغير الجراحية
يختلف علاج القرنية المخروطية اعتمادًا على مدى تقدم الحالة وحدّة الأعراض..
المراحل المبكرة من الإصابة
نجد أنه في المراحل الأولى من المرض يمكن استخدام النظارات الطبية الاعتيادية أو العدسات اللاصقة اللينة لتصحيح الرؤية، ولكن مع تفاقم الإصابة أسفًا تُصبح الرؤية غير قابلة للتصحيح عبر استخدام النظارات أو العدسات نتيجة الإصابة بالاستجماتيزم غير المنتظم، فيلجأ المريض حينها إلى استخدام العدسات الصلبة وفقًا لدرجة الاستجماتيزم التي وصل إليها (وهي عدسات تحافظ على شكل القرنية وتمنع زيادة تحدّبها -بنسبة ما-).
المراحل الأكثر تقدمًا
يعتمد العلاج على التقنيات الجراحية، وذلك عبر زراعة حلقات تُسمى بالـ INTACS وهي عبارة عن حلقات صغيرة يتم إدخالها في القرنية للتقليل من حدة تحدب القرنية.
تُجرى عملية زراعة حلقات القرنية المخروطية تحت تأثير التخدير الموضعي عبر استخدام بعض القطرات الموضعية، ثم يقوم الطبيب بإنشاء قنوات في القرنية لإدخال الحلقات وتثبيتها لمساعدة القرنية في التخلص من الشكل المخروطي.
يُمكن اللجوء إلى عملية تثبيت القرنية أو ما يُسمى (Cross-linking). وتتلخص فكرة عملية تثبيت القرنية في إنشاء روابط جديدة بين ألياف الكولاجين عوضًا عن التي قد تلفت بمرور الوقت، وذلك عن طريق وضع قطرة تحتوي على مادة “ريبوفلافين” على سطح العين، وتسليط الأشعة فوق البنفسجية عليها لإعادة ربط أنسجة القرنية مرة أُخرى وتقويتها.
المراحل المُتأخرة من المرض
يتم اللجوء إلى ترقيع القرنية الجزئي أو الكلي، وهو إجراء جراحي لاستبدال أنسجة القرنية التالفة بأنسجة أُخرى أو استبدال القرنية المريض كاملة بقرنية جديدة من متبرع متوفى.
كيف يرى مريض القرنية المخروطية بعد عملية ترقيع القرنية؟
لا تتضح الرؤية بعد عملية ترقيع القرنية خلال الأيام الأولى بعد الإجراء مباشرة، سواء كانت عملية الترقيع جزئية أم كلية، فيظل المريض يُعاني من ضبابية الرؤية وضعف النظر ليلًا لعدة أسابيع، وذلك لأن العين تستمر في التعافي خلال فترة تُقدر بنحو شهرين.
يتأخر وضوح الرؤية بعد عملية ترقيع القرنية مقارنة بأي من جراحات العيون بسبب التئام الأنسجة التي عادة ما يحتاج إلى وقت أكبر حتى تعود القرنية لأداء وظيفتها بصورة طبيعية.
في تلك الأوقات يُتابع المريض تحسن حالة القرنية مع طبيبه المُعالج الذي بدوره يقوم بتهدئته وطمأنته أن الرؤية سوف تتحسن تدريجيًا في غضون عدة أشهر، فلا داعي للفزع، فجميع من خاضوا تلك العملية قد عانوا من تلك المُشكلات نفسها ولكن سريعًا ما تحسنت الرؤية لديهم بمرور الوقت.
توصيات تساعد على تحسن الرؤية بعد عملية ترقيع القرنية
تعد فترة الاستشفاء هي أهم المراحل التي يعيشها المُصاب، والتي تلعب دورًا هامًا في التئام الأنسجة وعودة الرؤية سريعًا، ومن ثم تحسن حالة العين والتخلص من الأعراض المُزعجة بعد الجراحة.
يوصي أطباء العيون بالحرص الشديد على اتباع التوصيات التالية للمساعدة على سرعة تحسن الرؤية، تلك التوصيات هي:
- عدم الخروج من المنزل دون ارتداء النظارات الشمسية لحفظ العين.
- تفادي فرك العينين للحد من إصابة الشعيرات الدموية الصغيرة التي تغذي الأنسجة المزروعة جديدًا.
- عدم ممارسة الأنشطة العنيفة تجنبًا للإصابة بكدماتٍ في العين.
- تجنب تعرض العين إلى الماء.
- تجنب النوم على الجانبين لتفادي تضرر الأنسجة المزروعة.
- استعمال المضادات الحيوية، وقطرات العيون طبقًا للجراعات الموصوفة من قِبل الطبيب المعالج.
- تناول مثبطات المناعة وفقًا لتعليمات الطبيب، للتقليل من رد الفعل المناعي ضد الأنسجة المزروعة.
- الالتزام بمواعيد الاستشارة الأسبوعية للاطمئنان على نجاح العملية، وسير خُطوات التعافي على النحو المطلوب.
مركز عيوني أحد أفضل المراكز المُتخصصة في علاج القرنية المخروطية بمختلف التقنيات
تُجرى مُختلف عمليات القرنية المخروطية ببراعة وكفاءة في مركز عيوني وفقًا لأحدث الأساليب العلاجية المُتبعة عالميًا وذلك عبر فحص المريض واختيار أفضل نمط علاجي مُناسب لمرحلة الإصابة.
يحظى الجميع بالاهتمام والمتابعة الطبية الدقيقة قبل العملية وفي أثناء مرحلة التعافي حتى تتحسن الرؤية كُليًا ويعود المريض إلى حياته الطبيعية.
انتهى مقالنا..
تناقشنا اليوم في مقالنا هذا بعنوان “كيف يرى مريض القرنية المخروطية؟” حول طبيعة الرؤية قبل وبعد العملية وكيف يُمكن تحسين الرؤية بعد عملية الترقيع ، كما أوضحنا معلومات شافية حول تفاصيل الجراحات الأُخرى المُتبعة في عملية التصحيح.
إن كنت ترغب في معرفة المزيد من المعلومات حول طُرق علاج القرنية المخروطية الشائعة ما عليك سوى زيارة مركز عيوني او التواصل معنا عبر الهاتف او عن طريق الواتساب لمعرفة مرحلة الإصابة وأي من الطرق العلاجية هي الأنسب لحالتك.